يمن الوفاء .. عبدالرحمن أحمد محمد نعمان
اليمن .. الوفاء
كيف طبع هذا الكتاب؟
عبدالرحمن أحمد محمد نعمان
 
كان طبيعيا أن اهتم بإخراج هذا الكتاب في ذكري أربعين أبي وأستاذي وصديقي وأخي عبد الله عبد الوهاب نعمان.
وكان طبيعيا أن يتعاون معي أخي وزميلي وأبني أحمد كمال محمد نعمان وأخواي عبد الكريم ومنذر عبد الله عبد الوهاب نعمان، وأخي أحمد عبد الله عبد القادر نعمان وأبني هشام سبط الفقيد الراحل.
وكان طبيعيا أيضا أن تشاركنا الجهد الأخت الأديبة بلقيس الحضراني. وكان طبيعيا أن يتقاطر أخوتي الأحد عشر أبناء الفقيد الراحل من كل حدب وصوب، هذا من الحديدة، وذاك من صنعاء، وثالث من السعودية، ورابع من الكويت، وهكذا، وأخواتي الثلاث بنات النجم الذي هوى: واحدة من عدن، والأخرى من الحديدة، والثالثة من جدة، ليجتمعوا جميعا يشاركون في المأتم.
كما كان طبيعيا أن يجند أخوي العزيزين على محمد عبده وصالح الدحان نفسيهما للمساهمة في أخراج الكتاب.
ولكن الذي بهرني وأسعدني في نفس الوقت، أن أصل إلى مدير مكتب الأخ وزير الأعلم الأستاذ حسن اللوزي، فأجد الأوامر والتعليمات جاهزة لطبع هذا الكتاب، وأن أطرق باب الأخ العزيز على الشاطر فأجده مفتوحا ليساعدنا على أخراج هذا الكتاب، وأن أصل إلى مكتب الأخ الزميل الدكتور عبد العزيز المقالح في مركز الدراسات اليمنية فلا أري إلا أخوتي وأبنائي وقد وضع المركز بجميع مرافقه رهن إشارتهم ليعمل كل منهم على المساهمة فيما يخصه بإخراج الكتاب؛ هذا يصور والأخر يبحث عن الصحف التي كتبت عن الفقيد. وهذا يجول هنا وهناك ليلتقط ما يشاء من أثار فقيدنا مما هو موجود في المركز، وأن يتحرك الأخ المقدم محمد على الأكوع فيستخرج لنا عن طريق المناضل الكبير القاضي اسماعيل الأكوع مجلد جريدة الفضول من دار الكتب لنستعين به على تكملة هذا الكتاب.
قلت في نفسي وأنا في الطريق إلى مطابع مؤسسة سبأ وفي حقيبتي بعض مواد الكتاب: ما هذا الذي يحدث في بلادي؟ هل كنت غريبا فيها ففتح عيني على ما يجري فيها الفضول رحمه الله بعد موته: هل سيظل يعلمني حتى بعد موته؟ يبدو ذلك وأنه سيعلمني من عالم الغيب فضائل كبيره أخرى نمر عليها في بلادنا ولا نراها.
نعم لقد علمني هذا الموقف إننا نعيش بالفعل عهد الوفاء.
وعدت بالذاكرة إلى الليلة التي سمعت فيها الخبر الأليم، وإذا بأبي وعمي الشيخ أمين عبد الواسع نعمان ينبئني أن قائد هذا العهد: الرئيس على عبد الله صالح قد أمر بطائرة خاصة لنقلنا إلى تعز لتشييع الجثمان، وأنتدب الأخ الدكتور حسن مكي نائب رئيس الوزراء للمشاركة نيابة عنه في تشييع جثمان الفقيد، ويتجشم مندوب الرئيس المشاق في يوم من أيام رمضان المبارك أي في يوم صيام حتى يصل مع محافظ تعز الأخ المقدم محسن اليوسفي، بتكليف من الأخ الرئيس قائد عهد الوفاء إلى مسقط رأس الفقيد ولا يعودوا إلا بعد أداء كل مراس الجنازة.
إنه بالفعل عهد الوفاء الذي يقوده رائد الوفاء وليس هذا بأول مثال لمواقف الرئيس القائد ولن يكون آخرها فهنيئا لك يا يمن بقائدك الوفي ولتدم مواقف الوفاء اليمني إلى الأبد.
 
 
 
    Up     Back
Copyright: www.alfudhool.com Email: info@alfudhool.com