كلامٌ في الفجر ( أدرجت في 5 أغسطس 2009)
 

 

كلامٌ في الفجر

 

أيها الفجرُ أضىء روحي وعطِّرْ صلـــــــــواتي

وأكسبِ الرضوانَ في قلبي ولألأ بســـــــــماتي

واحتضنْ حبّي وأحلامي وباركْ أمنيــــــــــاتي

واغسلِ الأحزانَ عن روحي وجفّفْ دمعاتي

كلَّما غنّيتُ للحبِّ أضاءتْ كلمــــــــــــــــاتي

ومضتْ تُسمِعُ في الدنيا صداها أغنيـــــــاتي

ومشتْ تطلبُ من الناس مناخاً للنبـــــاتِ

لنباتِ الصدقِ فيهم والنوايا الخــــــــــــيّراتِ

فأَرى في بعضهم فجــــــــــراً رخيَّ النسماتِ

فيهمُ الأنــــــــــداءُ والضوءُ وروحُ الزهراتِ

وبهم ما شئتَ من نُبْــــلِ النفوسِ المؤثِرَاتِ

إنهم في وطــــني أثمنُ أشيـــــــــــــاء الحياةِ

وأرى في بعضِـهم يجثو ظلامُ الأمسيــــاتِ

فيهم السوء قد استفحل وحشي السِّماتِ

إنهم لا شيئ في الأشيـــــاء غير السيئاتِ

إنهم قيــــــح جراحٍ وبُثُـور نتنـــــــــــــاتِ

إنهم لا شيئ في روحـــــك يا وطني المجروح .. غير الطعناتِ

 

إنَّ مَنْ تـنزلُهُ الآثـــــامُ لايعشـق الطهرَ ولا بالنُّبــــــلِ يرضى

ليس في داخله أمـنٌ وإن أنت قــد أعطيتــــه أمنكَ محضــــــا

وهو إنْ واجهَ في أيّامِهِ شرفَ الإنسـانِ ولَّى عنك ركضــــــا

ليتني جئتُ إلى الدُّنيـــا لأحيا عليها في قلوبِ الناسِ نبضــــــا

كانَ في الإمكانِ أنْ أجعلَ مِن كلِّ صدرٍ فاضل للحب أرضا

وتمـــرَّدت لأعطي كل أفئـــــدةِ الناسِ لِكُرهِ الناسِ رفضــــــا

 

يا قلوب الليلِ والكُرْهِ المهــــولِ

خفقُــــها يُشبهُ دقات الطبــولِ

كل روح الشَّــــــرِ في أعماقِــها

أبداً راكضــــــةً ركضَ الخيـــولِ

كلما هـــــــــــادنها العقــــلُ رأى

نكثــهُ منها وغــــــدراً بالعقــولِ

أبداً للســــوء مستشــــــــــرفة

تسحق الخير كأجلاف المغولِ

سكنــــــــــــت كل صغير هزة

كذب لصولة في القزم الضئيلِ

أوطأ الأشلاء والجرحى سنابك حقد هاجها زهو الصهيلِ

وتمشــــــــــي في فجور عـازف

للثكالى نغم الثكل الطــــــويلِ

يطعم الأحقـــــــــاد مجنونا بها

جسم محضون وأشلاء قتيــلِ

ويولي كاسراً أسيافَه ينذري في الريح كالــــريش النسيلِ

يبصــــــــق العار على سحنته

ساحباً فيها مـــــذلات الفلولِ

 

كم نفوسٍ تحضنُ الأشواكَ من كرهِــها للزهرِ والنبتِ الجميلِ

كلما اخضرتْ حقولٌ ونمى زرعُها باضتْ جراداً في الحقـولِ

رب نجـــــــمٍ كانَ فحماً ستر الضوءُ في معــــدنه طبعَ الخمولِ

يتمــــتْ في الضـوءِ فحميّتُهُ فمضى يجـري إلى مهوى الأفولِ

 

كل أرضــــــــي فوقـــَــها راحَ أخٌ يـُــــــردي أخــاه

لم يمـتْ داخلـَـــــها الشيطــــــانُ مُــــذْ ألقـى عصاه

طبعُــــها الجـــــارحُ قـد أعطــــى لهابيــــــلٍ مـداه

فــأراه يــــــذبحُ الأخـــــــوة لم تتعـــــــــــــب يـداه

صــــالَ في ساحــــــاتها وحشــاً ووحشياً هـــــواه

ومشـــــاها دمــــــويات عـــلى الأرض خطـــــــاه

لم يدع للإثم والسوء طريق ولانهجاً بها إلا مشـاه

وانتفى عنها وباءً يتقيـــأهُ الإثــــمُ الـذي كان احتواه

كم غـــــــراب نـــزل القمةَ لم ترفعِ القمةُ فيـه مستواه

واستبانتــهُ غــــراباً حامـــــلاً لؤمه ملتزماً فيها أذاه

لم تكن أخلاقهـم من أهلها فانتهى فيها حقيراً محتواه

 

يافــــــــــــــــؤادي كم ضمئنا للندى

وتطــــــــــــــلعنا لظل في النفوسِ

لم تجــد ضمئتنــــــــــــــا فيها سوى

ظمأ الأحقـــــاد في عهد البسوسِ

والتعاســـــــــــات بها مشبـــــوبة

أبدا تشـــــبهها نـــار المــــــــجوسِ

شــــــاع طبع الفأس في أخلاقها

فمضـــــت تجري حواراً بالفؤوسِ

والفــؤوس السود لا تصنع عقلاً

ولا تبـــــــني وقــــاراً في الــرؤوسِ

إنها لا تكـــــــــتبُ الحــــرف ولا

تلد الصدق على وجه الطـــروسِ

إنها لا تقــــــــــــــبس الضوء على

النفسِ أو تبقي على شىءٍ نفيسِ

إنها حبلى من الحقدِ سفــــــــاحاً

بما في الحقدِ من رجسٍ خسيسِ

 

يا نفوساً مثــل غــــربان تلملمـــــن يقلقـــــن ضحانا بالنعيقِ

إلِفتْ أن ترضعَ الكُرهَ غذاءً من الغسلين يجري في العروقِ

تغمضُ الأعــينُ والجمرُ بها دون أن يسملــــــها لذعُ الحريقِ

تؤثرَ السَّـــــمَ على رشفِ الرحيقِ

وتمـــــــــدُ الليَّــــــلَ في كل طريقِ

ما لها غير دجــــــاها من صـديقِ

سرحت فيه إلى المهوى السحيقِ

أبِقَتْ عن شرفِ الخيرِ لبعضــــــها إثماً تكالـــــيف العقوقِ

 

    Up     Back
Copyright: www.alfudhool.com Email: info@alfudhool.com